يتابع عشاق كرة القدم عبر منصة https://xn--ngbdb7a3fsar.com/ بشغف كبير تطور أداء النجم الإسباني الشاب بيدري، الذي بدأ يستعيد بريقه من جديد مع نادي برشلونة. فبعد فترة صعبة من الإصابات المتكررة، يبدو أن موهبة القرن الحادي والعشرين على موعد مع التألق في عام 2025.

الانطلاقة السحرية: قصة اكتشاف موهبة استثنائية

لم تكن بداية بيدري مع برشلونة عادية على الإطلاق. ففي عام 2020، وخلال التدريبات التحضيرية للموسم، لفت انتباه المدرب رونالد كومان الذي تساءل: “من هذا الفتى في خط الوسط؟” كان بيدري حينها في السابعة عشرة من عمره، وكانت الخطة تقضي بإعارته، لكن كل شيء تغير بعد ظهوره الأول.

وكان ليونيل ميسي من أوائل من اكتشف موهبة بيدري الاستثنائية، حيث كان يثق به في التمريرات التي لم يكن يمنحها لغيره من اللاعبين. وصف خورخي فالدانو هذه الظاهرة في صحيفة “إل بايس” قائلاً: “بيدري دائماً على صواب. يفعل ما يجب فعله، وسرعة تفسيره للعب دائماً صحيحة، قدمه تعرف من البداية إلى النهاية كل ما في اللعبة من علم.”

معركة التعافي: تجاوز الإصابات والعودة أقوى

شكل موسم 2020-2021 نقطة تحول في مسيرة بيدري، حيث خاض 73 مباراة في موسم واحد. وبعد صيف 2021، تعرض لتسع إصابات كبيرة أدت إلى غيابه عن أكثر من 70 مباراة. لكن حتى خلال هذه الفترة الصعبة، لم ينخفض مستواه بشكل كبير، وظلت أهميته للفريق قصوى.

يقول تشافي: “بيدري يمنحنا السيطرة. إنه يتفوق في مفهوم المساحة والوقت – إنه لاعب خارق للطبيعة. علينا أن نحميه.” وفي موسم 2021-2022، رغم مشاركته في أقل من 30% من دقائق الليجا، كان الفارق في أداء برشلونة واضحاً: 2.67 نقطة في المباراة مع وجوده مقابل 1.48 نقطة في غيابه.

التحول الكبير: بيدري تحت قيادة فليك

مع وصول هانسي فليك، شهد بيدري تحولاً كبيراً في مسيرته. غير نظامه الغذائي، وبدأ ممارسة البيلاتس بتوصية من كارليس بويول، كما أصبح يستخدم غرفة الضغط العالي بانتظام. هذه التغييرات أدت إلى تحسن كبير في لياقته البدنية وقدرته على تجنب الإصابات.

يقول بيدري: “أشعر بالتحرر. طلب مني فليك أن ألعب دون التفكير في الضغط. لديه هالة الرقيب العسكري، لكنه في نفس الوقت طيب القلب.” وأضاف: “لم أشعر بهذه الحالة الجيدة منذ فترة طويلة. الآن لدي الاستمرارية والإيقاع اللذين افتقدتهما كثيراً.”

كما منحه فليك دوراً قيادياً في الفريق، حيث أصبح أصغر عضو في المجموعة القيادية التي تضم تير شتيغن، دي يونغ، أراخو ورافينيا. ووفقاً لتقارير The Athletic، يعتبره اللاعبون الأصغر سناً بمثابة الأخ الأكبر أو “العراب” كما يطلقون عليه أحياناً.

يتميز بيدري بقدرته الفريدة على جعل كرة القدم تبدو بسيطة، مثل أسطورة برشلونة أندريس إنييستا. يقول لويس دي لا فوينتي: “أكرر له دائماً: بيدري لم يقابل بيدري الحقيقي بعد. أعني أنه يحتاج إلى اكتساب الثقة وإدراك ذاته. أنا متأكد من أننا لم نر أفضل نسخة من بيدري بعد. لا نعرفها لأنه يمكن أن يكون رائعاً بشكل لا يمكن تصوره. أعتبر إمكاناته لا نهائية.”

مع استقرار حالته البدنية وحصوله على دور مناسب تحت قيادة فليك، يبدو أن عام 2025 سيكون عام بيدري بامتياز. فمع نضجه المبكر وموهبته الاستثنائية وقدرته على تحسين أداء زملائه، يمتلك بيدري كل المقومات ليصبح أحد أعظم لاعبي جيله، وربما أحد أفضل لاعبي خط الوسط في تاريخ كرة القدم الإسبانية.